من صعيد مصر، أتى عبد الرحيم كمال ليحجز لنفسه مكانًا بين كبار الكتاب المصريين، وليصبح اسمه علامة جودة، على الكثير من الأعمال التلفزيونية والسينمائية والأدبية، جودة جعلته محط الأنظار، وصنعت له وهجًا خاصًا، تفوق -أحيانًا- على وهج أبطال أعماله من كبار النجوم..
حاورنا المؤلف الكبير، وأبحرنا معه في رحلة بدأت من “العيساوية شرق” مسقط رأسه في سوهاج، وامتدت إلى أن رست بنا على شاطئ “جزيرة غمام”، مسلسله الأخير الذي حقق نجاحًا باهرًا، على المستويين الجماهيري والنقدي
- عشت أغلب عمرك في القاهرة، ومع ذلك فإن الصعيد مؤثر قوي على تكوينك النفسي وأعمالك الأدبية.. ترى ما السبب؟
يبدو أن فترة التكوين مهمة جدًا في حياة الكاتب، خصوصًا السنوات الأولى من الطفولة، نجيب محفوظ مثلًا لم يعش أغلب عمره في الحارة، لكنه مع ذلك ظلت الحارة شاغله الأكبر، وملهمه المهم، حيث الخيال، والإبداع، أنا نزحت إلى القاهرة مع وصولي للصف الأول الابتدائي، وعشت في شبرا حتى الصف الخامس الابتدائي، ثم عدت إلى سوهاج حتى الثانوية العامة، فالنشأة والتكوين سوهاجية صعيدية حتى وإن كان للقاهرة تأثير، لأن الغلبة ستظل للطفولة وسنوات التكوين
- ما الذي يميز النشأة والتكوين في الصعيد عن النشأة والتكوين في العاصمة؟
الصعيد يعني الخيال، والإبداع، هناك عناصر كانت موجودة في قريتنا لم تكن موجودة في القاهرة، الظلام كان محيطًا لغياب الكهرباء، النيل الجميل يجري من تحتك، الجبال تحيطك، هذه أجواء تثير الخيال وتنميه، خاصة مع الحكايات التي لم تكن تتوقف، ألف ليلة وليلة والسيرة الهلالية والأحاديث عن الجن والعفاريت والمتصوفة والكرامات وغيرها، مناخ جميل ممتلئ بالإثارة والبراح..
- بالعودة إلى الجذور.. كيف أثرت عائلتك على تكوينك وصناعة خيالك؟
أمي وأبي أثرا في مناصفة، لكن أمي كانت أول الرواة، كانت صاحبة البداية، تحكي ورأسي في حجرها، السيرة الهلالية التي كانت تحفظها كاملة، تروي العديد من القصص الأخرى التي فوجئت حين كبرت أنها موجودة في الأدب الشعبي العالمي، كأن العقل الجمعي واحد، وتراث العالم مشترك وإن اختلفت العناوين، كانت تقص وتهدهد فصنعت عالمي الصغير..
على الجانب الآخر نقلني أبي إلى عالم مختلف، كان يكتب الشعر العمودي، وكان متصوفًا شاذلي الطريقة، ففتح لي بابًا جديدًا، له علاقة بالشعر العربي، والمتصوفة، وكتب التراث وغيرها
- متى خرجت من عباءة التلقي عن الوالدين إلى القراءة الحرة.. وأي الكتب أثرت فيك أكثر؟
أنا مدين في قراءاتي الحرة الأولى لبرميل من الكتب!
مع الإجازة الصيفية للصف السادس الإبتدائي، صعدت إلى سطح منزلنا بالصعيد، فوجدت برميلًا ممتلئًا بالكتب، كان والدي قد جمع فيه كتبه كلها لكثرة انتقالاته، ومن هنا كانت البداية، لكني لا أزال أذكر 3 كتب مهمة، أثرت في تكويني، كتاب تاريخ أوروبا، كتاب الأيام للدكتور طه حسين، وكتاب صوفي غير كتب الأوراد، أعتقد كان اسمه الجواهر الخمس، من هنا بدأت في طلب المزيد من الكتب، التي جعلها والدي مكافآت على النجاحات الدراسية!
- في هذه المرحلة من حياتك.. من الكاتب الذي كان له الأثر الأكبر في نفسك؟
طه حسين، بعد الأيام أصبت بهوس اقتناء أعماله وقرائتها، فكان تقريبًا كاتبي الأول، قبل أن تتعدد القراءات
- في ظل اهتمامك بالكتابة التاريخية.. ما هي طريقة قرائتك للتاريخ؟ وما هي مصادرك التاريخية؟
بداية كنت أقرأ التاريخ للاستمتاع فقط، حتى اكتشفت نموذجان، كانا في غاية الأهمية بالنسبة إلي، موسوعة سليم حسن، وموسوعة شخصية مصر للأستاذ جمال حمدان، وقد كتبت سابقًا أني أتمنى بأي حال أو طريقة أن تدرس هاتان الموسوعتان في المدراس، ثم بعد ذلك أخذت التاريخ من مصادر ومؤرخين متعددين، مثل الجبرتي والمقريزي وغيرهما
- خريج كلية التجارة الخارجية.. كيف تحولت إلى كتابة الأدب ثم التخرج –لاحقًا- في المعهد العالي للسينما؟
كان حلم عائلتي أن ألتحق بكلية الطب، لكني لم أكن أرغب في هذا، ولم أكن مهتمًا بالدراسة حينها، فحصلت على مجموع أهلني للالتحاق بكلية التجارة، لكن عوضًا عن الالتحاق بتجارة سوهاج، ساعدني أخي محمد -رحمه الله- في كتابة الرغبات، واخترنا كلية التجارة الخارجية رغبة أولى، ما جعلني أعود للقاهرة مرة أخرى
من هنا كانت بداية حياتي الجديدة، تعرفت -لأول مرة- على مسرح الجامعة، وعلى القصة القصيرة، والشعر الحديث غير الموزون والمقفى، وقادتني قدماي إلى وسط البلد، وتعرفت هناك على الأدب المترجم، وبخاصة الروسي، واللاتيني، وحضرت الندوات الأدبية، وكان عدد من كبار الأدباء لا يزال على قيد الحياة، مثل يوسف إدريس ونجيب محفوظ وغيرهم، ومن هنا وهناك بدأت حياة مختلفة، ووجدت أخيرًا صوتي الخاص
- هل واجه هذا الشكل الجديد لحياتك معارضة من الأهل أم دعموا هذا التوجه؟
من الأحداث الدرامية في حياتي، أن والدي أتى يومًا من سوهاج، ولم أكن أعرف بوجوده في القاهرة، ووصلت المنزل في ساعة متأخرة، فوجدته أمامي، وحتى أغطي على موضوع تأخري بادرت بإخباره أني أكتب القصة القصيرة، وقرأت له قصة منها بناء على طلبه، فاحتضنني، وطلب ألا أتوقف عن الكتابة أبدًا، شرط أن أحصل على شهادتي الجامعية، وبعدها فلأفعل ما يحلو لي
- تخرجت عام 2000 في المعهد العالي للسينما.. وعرض لك عملك الأول سيت كوم “شباب أون لاين” عام 2002، كيف جاءت الفرصة؟
الفرص في ذلك الوقت كانت شحيحة جدًا، السينما متدهورة، والتلفزيون تسيطر عليه مجموعة بعينها، وعرضت علي المخرجة هالة خليل المشاركة في كتابة “سيت كوم”، كانت جهة إنتاجية تعرفها قد تحمست لإنتاجه، وكنا أول مرة نسمع بهذه الفكرة، فاستعنا في فريق الكتابة بكتب ومصادر أجنبية عن الأمر لدراستها، ثم بعد هذا كنت واحدًا ممن رسموا الشخصيات الرئيسية للمسلسل، إضافة إلى كتابة الحلقات
- من 2002 حتى 2008 تخصصت في كتابة الكوميديا، ثم فجأة في 2009 قدمت مع أستاذ نور الشريف “الرحايا” وهو لون مختلف تمامًا.. كيف حدث هذا التحول؟
من كل ما كتبته في هذه الفترة، فيلم “على جنب يا أسطى” فقط هو ما يشبه روحي، الباقي كتبته من باب إني كاتب محترف، لا من باب التعبير عن شيء يشغلني أو يشبهني.
- كيف كتبت “الرحايا” لنجم بحجم نور الشريف.. كيف جاءت هذه الفرصة؟
علاقتي بنور الشريف بدأت منذ عام 1995، سنوات طويلة جدًا من المعرفة، توجت في النهاية بعملنا معًا، فالمسألة لم تكن سهلة، أكثر من 12 عامًا حتى جاءت الفرصة مع نور الشريف، أيقظني فجأة من النوم، ليخبرني أنه يريد أن يؤدي دور صعيدي في مسلسله القادم، وسألني إن كنت أملك شيئًا، لم يكن معي شيء حينها، لكن قلت نعم أملك.. كتبت أشياءً تتعلق ببيئتي وطفولتي وذاكرتي فكانت الرحايا، بداية كتابتي بالشكل الذي أحبه
- وكيف بدأت العلاقة مع نور الشريف عام 1995؟
تعرفت عليه من خلال مسرحية كان يقوم ببطولتها اسمها “محاكمة الكاهن”، عن قصة للأستاذ بهاء طاهر، بمشاركة الدكتور محسن مصيلحي كدراماتولوجي لتحويل النص من قصة إلى مسرحية
طاقم المسرحية علق ورقة في كافيتريا الهناجر تطلب من الشباب بحثًا عن إخناتون، وكنت مغرمًا بهذه الفترة من التاريخ المصري، وساعدتني قراءاتي التاريخية، ومن بين 220 بحثًا تم تقديمهم، فاز بحثي، فطلب مقابلتي وبدأت علاقة طويلة مع فنان أعتبره صاحب فضل كبير علي
- كنت تكتب السيناريو في هذه المرحلة من حياتك؟
لا، كنت مخلصًا تمامًا للكتابة الأدبية، لا أريد أن أعمل محاسبًا، وليس في رأسي أي سبيل آخر سوى القصة والشعر والرواية، وكان قرارًا مجحفًا جدًا، لأن عوائده المادية كانت منعدمة، فجاء نور الشريف وفتح لي عالم السينما والتلفزيون بسحره
- ولماذا تأخر اللقاء بينكما على الشاشة كل هذه الفترة؟
بعد مقابلتنا الأولى غيرت الكثير من مشاهد المسرحية، حوارًا وكتابةً، لكن لم يذكر اسمي سوى كمساعد في البحث، الأمر الذي أحزنني، لكنه طيب خاطري، واستدعاني لمكتبه، ووقع معي مسلسلًا من إنتاجه وبطولة مدام بوسي، لكن الرقابة اعترضت عليه وقتها، لأنه كان مسلسلا صعيديًا مبني على مسرحية روميو وجوليت لشكسبير، فتوقف المشروع تمامًا، وإن استمرت العلاقة الشخصية، واستمر هو في متابعة ما أكتب، وتشجعيه، 12 سنة حتى اللحظة الموعودة
- لماذا لم تتعاونا في أي عمل بعد الرحايا؟
كتبت مسلسلًا له بعد الرحايا، ولكن مع الأسف كان أول يوم تصوير فيه، يوم 25 يناير 2011، قامت الثورة، فتأجل المسلسل كله، ولم يتم تنفيذه بعدها، وكأنه كان مقدرًا لهذه العلاقة العظيمة، التي اعتبرني فيها نور الشريف كابنه، ألا تثمر إلا الرحايا
- بعد الرحايا بدأت علاقة تعاون طويلة بمسلسلات مهمة مع النجم يحيى الفخراني.. ما الفارق بين التعاون مع نور الشريف والتعاون مع يحيى الفخراني؟
أنا لا أحب أسئلة المقارنات، كلاهما نجم عظيم، نور الشريف صاحب الفضل في فتح باب السينما والتلفزيون وهو المعلم، وسأظل مدينًا له طوال حياتي، دكتور يحيى الفخراني هو الاسم الكبير، والنافذة الضخمة، والنجم الذي أتاح لي الاقتراب أكثر من الجمهور، واختصر علي الطريق، وأوصل اسمي للناس بصورة أكبر
- النجاح والفشل.. متى تحكم على العمل بالنجاح ومتى تحكم عليه بالفشل؟ هل معاييرك جماهيرية أم نقدية؟
معاييري ذاتية جدًا، العمل الذي أحس فيه أني بذلت مجهودًا، وأديت فيه ما علي، أعتبره ناجحًا، أي عمل قصرت فيه، فأنا أول منتقديه، الإخلاص وبذل الجهد الكامل، كفيل بجعلي راضيًا، والتقصير كفيل بجعلي غير راضٍ عن العمل حتى وإن أشاد به الجميع!
- ألا تخشى أن بعض أعمالك متوهجة عن أعمال أخرى؟ أم أن المعايير ذاتية إلى أبعد مدى ولا تنظر إلى هذا الأمر؟
متوهجة على أي مقياس؟ أنا لا أكتب للحظة الراهنة، أنا لا أصنع إعلانًا عن “سمن”، الفن هو الوحيد القادر على ملاعبة ومغازلة الزمن، وعليه فليس لك علاقة بالماضي، وليس لك علاقة بالحاضر، أنت تكتب، ما يتجاوز عمرك نفسه، بدليل أن الكثير من الأعمال العظيمة، لم تلق نجاحًا في لحظتها، والكثير من الأعمال التي نجحت بشكل ضخم في لحظتها، لا يتذكرها أحد اليوم
- هل عبد الرحيم كمال رغم تخرجه في معهد السينما هو أميل للكتابة للتلفزيون؟ أين تصنف نفسك؟
لا أحب التصنيف، أستاذ وحيد حامد كتب للسينما وكتب للتلفزيون، أسامة أنور عكاشة له تجارب سينمائية، محسن زايد كتب هنا وهناك، فالتصنيف مسألة خاطئة في نظري، أنا كتبت 4 أفلام ناجحة، حتى على المقياس التجاري، مقياس “السمن”، حققت هذه الأفلام الملايين، وهي متنوعة، لا يشبه فيها فيلم الآخر، فالمهم ليس التصنيف، المهم ماذا تريد أن تقول، وأين ستقدمه؟ وأنا لا يزال لدي ما أقوله
- على ذكر الذاتية في الحكم على الأعمال ورفض التصنيف.. هل يُفهم من هذا الكلام أنك تصنع أعمالك لنفسك كما قال يوسف شاهين من قبل؟
لا أبدًا، هذا كلام يستطيع يوسف شاهين بحجمه الكبير أن يقوله، لكن لا أقول أنا به، أنا أكتب أحلامي، التي تتقاطع مع أحلام الملايين، فيتحقق لها الانتشار، بالعكس أتمنى دائمًا لو يلمس عملي قلوب أكبر قدر من الجمهور
- الصعيد، الصوفية، العناصر التي تظهر في عدد أعمالك.. هل لديك خلطة معينة للكتابة؟
لا توجد خلطة معينة، هناك عيب خطير جدًا في أوساطنا الثقافية، لا بد أن يضعوا فوق رأسك عنوانًا، ينجح الرحايا، فيقولون لأنه كاتب صعيدي، ينجح الخواجة عبد القادر، فيقولون لأنه متصوف، كتبت “أهو ده اللي صار” عن تاريخ الإسكندرية فلم يجدوا عنوانًا يضعوه على رأسي، وكتبت “ونوس” ولم أكن شيطانًا في الطفولة بالتأكيد، وضع العناوين فوق رؤوس المبدعين مرض!
- علاقتك بالكتابة الكوميدية.. هل لديك حنين لكتابة جديدة في هذا النوع؟
أريد أن أكتب الكوميديا التي أجيدها، كوميديا الموقف، الكوميديا الإنسانية التي تعبر عني، الكوميديا التي تحتاج إلى كتاب من الأساس، لا أستطيع كتابة أنواع معينة من الكوميديا تقوم على الارتجال، ولا أعتقد إنها في حاجة إلى مؤلف من الأساس، هي كوميديا جيدة، لا أنتقدها لذاتها، لكن أتعجب من الاستعانة بمؤلف لهذا النوع من الكوميديا الارتجالية، فهي قائمة من الألف إلى الياء على النجم القادر على الإضحاك!
- قلت سابقًا أنك تريد كتابة سيرة ذاتية عن نجيب محفوظ وأن أحمد حلمي سيكون بطلها.. هل تكتب والممثلون في رأسك؟
لا أبدًا، نجيب محفوظ حالة خاصة، أنا قلت إني أريد أن أكتب سيرة ذاتية لنجيب محفوظ، وأحمد حلمي يريد هو الآخر أن يجسد أديبنا الكبير، المسألة ليست أكثر من إن رغباتنا تلاقت، نجيب محفوظ هو النجم هنا، وكما أن رغبتي تلاقت مع رغبة “حلمي” في تقديم نجيب، رغبتي أيضًا متلاقية –منذ سنوات- مع المخرجة هالة خليل في تقديم عمل عن صلاح جاهين، وأتمنى أن يرى النور قريبًا
- في الثاني من أبريل الماضي وقبل أيام من عرض جزيرة غمام، نشرت إحدى الصحف الشهيرة قصة مختلفة تمامًا للمسلسل عما شاهده الناس.. هل تمت أية تغييرات على السيناريو؟
لا، كانت قصة ملفقة بالكامل، ويبدو أن الصحفي الذي نشرها كان يريد أن يدفعني للرد، لكني فضلت الصمت، وشاهد الناس الحقيقة
- قلت سابقًا: “سيناريو مكتمل قبل التصوير رفاهية لم تعد تملكها الصناعة”.. ألا يمثل هذا خطرًا كبيرًا على مستوى الكتابة واحتمال الاستعجال في كتابة بعض الخطوط والأحداث؟
للأسف نحن مضطرون إلى هذا، إلا في حالات شديدة الندرة، لو أن معك سيناريو مكتمل، فإنه غالبًا لن ينتج، لأن العمل الفني هو ثمرة اتفاق المؤلف مع المخرج والممثلون، عناصر العمل الفني ليسوا آلات أو منفذين أضع أمامهم السيناريو الخاص بي فينفذونه كما هو، هناك تعديلات يطلبها المخرج، وأخرى تطلبها جهات الإنتاج وبقية العناصر الفنية، حتى نصل في النهاية لسيناريو قابل للتنفيذ، قد يكون لديك سيناريو مكتمل، 30 حلقة، لكنه غير قابل للتنفيذ، هناك فارق محوري بين السيناريو الجاهز كتابةً، والسيناريو الجاهز للتنفيذ
- ألم يقلقك كون “جزيرة غمام” يحمل بعض التشابه مع القصص الديني؟
أي كتابة بلا قلق ليس لها أي معنى، أي كتابة جيدة تلزمها الحرية، والصدق، والقلق، يجب أن تكون حرًا وصادقًا، وقلقًا من ردود الأفعال
- البعض رأى في شخصية الشيخ عرفات تشابهًا مع شخصية المسيح عليه السلام.. هل هذا الشبه حقيقي؟
شخصية عرفات هي شخصية الرجل الصالح، الذي يملك السر والنور، ومن لدن آدم حتى نهاية الكون، الصالحون متشابهون، لأن أنوارهم متشابهة، فأنوار عرفات هي أنوار من سيدي أحمد البدوي، من سيدي أبو الحسن الشاذلي، من أنوار السيد المسيح، وغيرهم.. لأن الله طالما هو موجود وباقٍ، فإن أنواره موجودة في عبيده
- هل حصلت تغييرات على نهاية المسلسل لتصبح أكثر إرضاءً للجمهور بعد تعلقه بشخصية عرفات؟
لا يمكن تغيير النهاية، لا يمكن أن تعد الجمهور بشيء ثم تخالفه، فهي حدوتة وأمثولة مكتملة، مترابطة الخطوط، منذ بداية المسلسل وحتى آخر لحظة
- هل لديك خطة لتحويل بعض رواياتك إلى مسلسلات؟ أو بعض روايات الآخرين إلى مسلسلات؟
بالنسبة لروياتي أفضل أن يتحمس لها سيناريست آخر، فيكتبها هو، أما روايات الآخرين، فبالطبع، إن تحمست إلى رواية بعينها، حتى وإن كان كاتبها مغمورًا أو اسمًا جديدًا، فسأسعى إلى تحويلها إلى مسلسل
- ريادة مصر في الدراما.. هل تعتقد أنها مهددة؟
مصر في مكان متفرد، وغير مهدد أبدًا، الفن تراكمي، يحتاج أي منافس إلى سنوات طويلة جدًا ليكون لديه نجيب الريحاني ويوسف وهبي وأم كلثوم وبليغ حمدي وغيرهم، المنافسة غير منطقية، لكن الشيء المنطقي هو التكامل، والتعاون
- هل تؤيد وجود منصات المشاهدة عبر الإنترنت أم تراها خطرًا على الصناعة؟
أنا أؤيدها بالطبع، أؤيد أي تقديم للفن في أي مكان، وإن غنى أحدهم في الشارع، هي منفذ مهم، ويمنح الصناعة تنوعًا جيدًا، في النهاية الفن لا يضمر شرًا، وكل فن هو مهذب ممتاز للنفوس