أهم ما لدى منة شلبي هو تنوعها، وقدرتها على أداء أدوار بعيدة تمامًا عن بعضها بإقناع شديد في كل مرة، قدمت “شلبي” في بدايات حياتها الفنية عددًا كبيرًا من الأفلام الخفيفة، الأميل للطابع الكوميدي الرومانسي، ورغم عدد من الأفلام المهمة التي شاركت فيها في هذه المرحلة، إلا أنها بقيت في وعي الجمهور على اعتبارها الفتاة الجميلة التي تؤدي دور البطولة النسائية في بعض الأفلام إلى جانب الأبطال الرجال والذي يقوم العمل عليهم بالأساس، قبل أن تتمرد على هذه الرؤية وتفرض نفسها كلاعب أساسي ومركز ثقل مستقل داخل أفلامها ومسلسلاتها الأخيرة.
يمتد تاريخ منة شلبي الفني إلى ما يزيد عن 17 عامًا، شاركت خلالها العديد من نجوم الشباك السينمائي التمثيل، فقدمت مع أحمد حلمي “كده رضا” و”أسف على الإزعاج”، ومع كريم عبد العزيز “واحد من الناس” و”في محطة مصر”، إضافة إلى أعمال مع أحمد السقا، وهاني رمزي وغيرهم ولكن “شلبي” تقرر الابتعاد تدريجيًا عن مشاركة نجوم الشباك أعمالهم، ليصبح فيلمها “نور عيني” مع تامر حسني عام 2010 أخر الأفلام التي تمثل فيها تحت ظل بطل العمل.
بعد “نور عيني” قدمت منة شلبي للسينما “بيبو وبشير” مع آسر ياسين في 2011، ثم “إذاعة حب” في نفس العام، وتميزت هذه الأعمال عن أعمالها السابقة، بكبر حجم وتأثير الدور، وبكون البطولة جماعية، لا يقتصر فيها الدور النسائي على لعب دور السنيد للنجم.
ومع العام 2012 بدأت “شلبي” مرحلة النضج والتوهج الفني، فقدمت “بعد الموقعة” من إخراج يسري نصر الله وشاركت به في المسابقة الرسمية لمهرجان كان، ثم فيلمها الأبرز “نوارة” عام 2015، والتي حازت من خلاله جائزة أفضل ممثلة في 4 مهرجانات سينمائية مختلفة، وفي عام 2016 عادت مرة أخرى للتعاون مع يسري نصر الله في “الماء والخضرة والوجه الحسن” لتؤكد على توجهها الفني الجديد، ورغبتها في المشاركة في أفلام ذات قيمة فنية أعلى.
في 2017 تستمر منة شلبي على نفس الدرب، وتقدم لجمهورها فيلم “الأصليين” من تأليف أحمد مراد، وإخراج مروان حامد، وتحافظ فيه على نفس السمات التي حرصت عليها في السنوات الأخيرة، فالبطولة جماعية لا ينفرد بها نجم معين، والفيلم بشكل عام من الأفلام ذات التجربة الفنية المختلفة، والتي تعتمد في تميزها على هذا الاختلاف.
دراميًا -وعلى نفس الخط الفني- قدمت مسلسل “واحة الغروب” مع المخرجة كاملة أبو ذكري، والنجم خالد النبوي، ويعتبر دور “كاثرين” زوجة المأمور “محمود عبد الظاهر” أهم أدوارها لهذا العام، فمن خلال الدور تعيد إثبات قدرتها على تغيير جلدها، والتحول بما يناسب العمل، ففي المسلسل تقدم شخصية الفتاة الأجنبية للمرة الأولى في مسيرتها الفنية، وسط عدد كبير من التحديات أبرزها إقناع المشاهد بكونها أجنبية، وبالصعوبات اللغوية التي تقابلها على اعتبارها لا تتحدث العربية كلغة أولى، ثم القدرة على نقل حالات الصراع النفسي التي تعيشها طوال حلقات المسلسل نتيجة حبها لزوجها من ناحية، وغضبها وحزنها لتعدد علاقاته النسائية من ناحية أخرى، الشخصية التي أجادت أداءها بشكل مميز، والتقلب النفسي الذي أجادت إدارته حتى نقطة الإنفجار مع الحلقات الأخيرة ومشهد المواجهة مع الزوج “خالد النبوي”.
وجملة القول هنا أن منة شلبي في طريقها – حال واصلت السير في نفس الطريق- لتصبح واحدة من أهم الممثلات المصريات، وأكثرهن حرفية وذكاءً في اختيار الأدوار وإدارة الموهبة الفنية، وهي وإن كانت حققت الكثير طوال السنوات الماضية، فإنها لا تزال تملك المزيد لتقدمه، المزيد من النضج والتوهج …